آبل وهوايتها المُفضلة في إزالة وتغيير المنافذ Ports
شيئًا فشيئًا يقترب مؤتمر آبل الخاص بالكشف عن هواتف آيفون الجديدة، آيفون ٧ وآيفون ٧ بلس أو برو كما تُشير الشائعات. طال انتظار هذا المؤتمر كثيرًا بسبب التشويق والتسريبات التي تظهر بشكل يومي التي رسمت تقريبًا في مُخيّلتنا شكل الهواتف الجديدة.
ولعل الجدل الكبير يدور حاليًا حول منفذ السماعات الخاص بالهواتف الجديدة، فالشائعات والصور تُشير إلى تخلّي آبل تمامًا عن منفذ سماعات الرأس التقليدي 3.5مم الموجود أسفل الجهاز، والمحافظة فقط على منفذ الشحن من نوع lightning.
وبناءً على ذلك، بدأت التكهنات حول نوع السمّاعات القادمة مع آيفون 7، فالبعض يتوقع وبحماس سمّاعات لاسلكية تعمل بتقنية بلوتوث، والبعض الآخر يُشير إلى سمّاعات تقليدية لكن بمنفذ lightning دون وجود تأكيدات حتى هذه اللحظة. لكن أيًا كان نوع السمّاعات الجديدة، فإن هذه الخطوة لم يُرحّب بها من قبل المُستخدمين حول العالم.
شركة آبل تمتلك بالفعل هواية غريبة نوعًا ما في تغيير منافذ أجهزتها باستمرار، فبالنظر إلى أجهزتها المُختلفة من حواسب مكتبية، محمولة، لوحية وهواتف ذكية، نجد أنها تُعير هذا الأمر أهمية كبيرة وتعمل على تغيير معاييرها القياسية بشكل دائم.
نتذكر جميعًا بداية العام الماضي حينما أعلنت الشركة عن تحديث كبير لعائلة حواسب ماك بوك Macbook المحمولة، حيث أطلقت آبل حينها تلك الحواسب بمنفذ واحد فقط من نوع USB-C. فبعد سنوات طويلة من وجود منافذ من نوع HDMI، منفذ السمّاعات، منافذ يو إس بي، بالإضافة إلى منفذ الشحن، تخلّت الشركة عنها جميعًا وقدّمت منفذ وحيد للقيام بجميع تلك الوظائف !
هواتف آيفون هي الأُخرى تغيّرت منافذها قليلًا، ففي عام ٢٠١٢ وبعد تقديم آيفون 5 للمرّة الأولى تخلّت الشركة عن منفذ 30 Pin الشهير وقدّمت منفذ Lightning الذي يحتوي على شريحة رقيمة يُمكن برمجتها للحماية من المُلحقات والشواحن المُزيّفة التي قد تؤذي الجهاز.
وانتقلت الشركة لاستخدام المنفذ الجديد في حواسب آيباد اللوحية التي اعتمدت منذ ظهورها على منفذ 30 Pin تاركة وصلات الشحن من هذا النوع دون فائدة.
منافذ FireWire التي قدُمت في مُنتصف تسعينات القرن الماضي نُسّقت بصمت أيضًا، فهي منافذ موجودة في حواسب الشركة المحمولة والمكتبية تسمح بنقل البيانات بسرعة تصل إلى ٤٠٠ ميجابت في الثانية، لتحل محلّها منافذ ثندربولت Thunderbolt بجيلها الأول القادر على نقل البيانات بسرعة ١٠ جيجابت في الثانية، والجيل الثاني بسرعة ٢٠ جيجابت في الثانية الواحد.
وإذا ما اعتبرنا سوّاقات الأقراص الليزرية DVD من منافذ الأجهزة، فإن آبل ومنذ ٢٠١٤ تقريبًا لم تعد تُرفق أجهزتها بهذا النوع من وسائل الإدخال، لتوفر سوّاقات خارجية تُباع بشكل مُنفصل للراغبين باستخدام هذا النوع من الأقراص.
ولا يُمكن اعتبار ما سبق مُجازفات أو خطوات مجنونة من الشركة لأن ما قامت به قُبيل الألفية الجديدة كان ضربًا من الجنون بحد ذاته، فالشركة عام ١٩٩٨ أطلقت حاسب iMac G3 الذي قدّم منافذ USB لأول مرّة، والأمر الغريب أن سوّاقات الأقراص المرنة Floppy Disks لم تكن موجودة على الجهاز، وهو ما دقّ أجراس الخطر داخل الشركة لأن الاعتماد كان كبيرًا على هذه الأقراص في ذلك الوقت.
لا يُمكن تفسير خطوات آبل في هذا المجال على أنها ضربة معلم بشكل دائم، لكنه وبكل تأكيد مبني على وجهات نظر أو تطلّعات مُستقبلية قد تُخطأ وتصيب. فمنافذ FireWire كانت تهدف إلى إزاحة منفذ USB لكن الشركة فشلت في ذلك، وقدّمت ثندربولت كبديل بسرعات نقل بيانات عالية لتعويض إخفاقها.
وأيًا كان نوع السمّاعات في هواتف آيفون الجديدة – في حالة إزالة منفذ سمّاعات الرأس – فإن المُستخدم يبقى بحاجة إلى مُحول صغير من Lightning إلى 3.5 مم، فلوصل الهاتف بسمّاعات السيارة، على سبيل المثال لا الحصر، نحتاج إلى وصلة من نوع 3.5 مم في حالة عدم توفّر اتصال بلوتوث؛ أي باختصار، سوف نبقى كمُستخدمين لأجهزة آبل بحاجة إلى حمل وصلات للبقاء على هبة الاستعداد بشكل دائم!
ليست هناك تعليقات