خبراء: اختراق كبير قادم إلى إنترنت الأشياء
إنترنت الأشياء وما أدراك ما إنترنت الأشياء!
أصبح هذا المصطلح معروفًا لدى قاعدة كبيرة من الناس خلال السنوات القليلة الماضية، مع تزايد انتشار الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت والتي نستخدمها في حياتنا اليومية، أجهزة مثل مكيف الهواء، والغسالة، والثلاجة، والتلفاز، وغيرها من الأجهزة المنزلية، حتى السيارات أصبحت جزء من إنترنت الأشياء بعدما أصبح بإمكانها الاتصال بالإنترنت مع نُظم تشغيل (أندرويد أوتو وآبل كار بلاي).
الهدف من اتصال جميع الأجهزة التي نستخدمها بالشبكة، هو تحويلها إلى أجهزة ذكية لتُصبح حياتنا اليومية أذكى وأسهل في القيام بالوظائف الضرورية، لكن للأسف هناك مخاطر كبيرة لم يضعها الكثيرون في الحسبان.
حسب خبراء الحماية والاختراق فإنّ اختراق كبير على وشك أن يحدث في إنترنت الأشياء، وتوقعوا أن يتم ذلك خلال فترة زمنية تتراوح من عام إلى عامين، خاصةً مع تزايد انتشار أجهزة إنترنت الأشياء ذات معايير الحماية المنخفضة للغاية. ويقول الخبراء أنّ هذا الاختراق سيكون خطير للغاية لأنّه يؤثر على منتجات حساسة مثل السيارة التي قد يؤدي اختراق الحاسوب الموجود بها إلى حوادث وحالات وفاة.
حتى الآن لم ينتبه المخترقون إلى أجهزة إنترنت الأشياء، أو بمعنى أدق غير مهتمين بها، لسبب واضح وهو عدم وجود جهاز بعينه ينتشر بين قاعدة كبيرة من المستخدمين والشركات، نتحدث هنا عن انتشار مُشابه للهواتف الذكية الرائدة مثلًا التي يباع منها عشرات الملايين من النُسخ سنويًا.
لكن بمجرد وجود جهاز إنترنت أشياء ينتشر بهذا الكم – في خلال عامين – سيكون هدفًا للمخترقين الذين لن يتوقفوا عن المحاولة حتى ينجحوا في اختراقه.
المشكلة الأكبر هنا – حسب أقوال الخبراء – أنّ الشركات المُنتجة لأجهزة إنترنت الأشياء غير مهتمة بالحماية بالقدر الكافي، لأسباب تتعلق بالتكاليف، خصوصًا أنّ هذه الأجهزة غير معروف نجاحها من عدمه لذا لا توجد حاجة أبدًا لتكبُّد تكاليف إضافية في حمايتها. وحتى لو وضعت الشركات نُظم حماية عليها ستحتاج إلى التحديث بشكل دوري، مثلما يحدث حاليًا مع الهواتف الذكية عبر حزم التحديثات الدورية، لكن يرى الخبراء أنّ هذا الأمر غير واقعي مع أجهزة إنترنت الأشياء.
هذا لأنّ أجهزة إنترنت الأشياء غالبًا ما تكون دورة حياتها طويلة (السيارات، الأجهزة المنزلية) ولا يمكن استبدالها سريعًا، في حين أننا نستبدل الحواسيب المحمولة أو الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في خلال مدة تصل إلى عامين، وفي بعض الأحيان عام واحد فقط، وهو أمر لا يمكن القيام به مع أجهزة إنترنت الأشياء بفضل تكلفتها العالية على المستخدم.
الحل سيكون أن تُخطط الشركات المُنتجة لأجهزة إنترنت الأشياء بدفع التحديثات الأمنية إلى أجهزتها لفترات تطول وتصل إلى عشرات السنين، لكنّه للأسف حل غير واقعي ولن يحدث.
في النهاية توصّل الخبراء إلى ضرورة وجود معايير حماية عالية لجميع الشركات المُنتجة لأجهزة إنترنت الأشياء، إن أردنا تجنُّب هذا الاختراق الوشيك وإلّا سيتلاعب المخترقون بأجهزتنا بكل سهولة.
ليست هناك تعليقات